تبريد المناطق، تقليص الأثر
يتصاعد الطلب على تكييف الهواء بشكل مطرد مع تزايد عدد سكان العالم، وما يترتب عليه من توسع في الحركة العمرانية وتغير في الظروف المناخية كالارتفاع في درجة الحرارة على مستوى كافة الأقاليم والمناطق في كوكبنا.
فبحسب دراسة عالمية أجرتها شركة "ستراتيجي آند ميدل إيست" من المتوقع أن يتضاعف الطلب العالمي على تكييف الهواء ثلاث مرات خلال الثلاثين عامًا القادمة. ونظرًا للتكلفة العالية التي ستترتب على تلبية هذا الطلب المتزايد، فإن الدراسة تقترح توظيف تقنيات تبريد المناطق المبتكرة حيثما أمكن للحد من التكلفة، كونها ستساهم في ترشيد استهلاك الطاقة عالميًا بقيمة تعادل تريليون دولار أمريكي حتى عام 2035.
وتمتاز تقنيات تبريد المناطق بأفضليتها على حلول التبريد التقليدية في عدة جوانب من ناحية التكلفة والكفاءة، وخصوصًا في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة ذات الطلب العالي على التكييف.
فمن خلال تلبيته للطلب المتزايد واستخدامه لأكثر التقنيات فعالية في استهلاك الطاقة وترشيدها بشكل أكبر حتى من الأنظمة المستقلة الأكثر كفاءة، يتفوق تبريد المناطق من حيث التكلفة والموثوقية واستهلاك الطاقة على المدى البعيد على أنظمة التبريد التقليدية، بالإضافة لكونه أقل تأثيراً على البيئة من التكييف التقليدي. إذ تستهلك أنظمة تبريد المناطق 60٪ طاقة أقل مقارنةً بأنظمة التبريد التقليدية وبإمكانها التقليل من ذروة استهلاك الطاقة لغاية 30٪ بالمتوسط.
ومن الممكن أن يقلص التبني العالمي لتبريد المناطق ما يصل إلى 5,000 تيرا واط في الساعة خلال ال 15 عامًا القادمة.
ويُترجم هذا الانخفاض الكبير في استهلاك الطاقة من جراء توظيف تبريد المناطق إلى تقليص كبير في الأثر البيئي من خلال الحد الفعال من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
كما يساهم تبريد المناطق في تعزيز جمالية المشاهد العمرانية في المناطق والمدن عبر تخلصه من أنظمة تكييف الهواء المُثبتة بالمباني، وتوفيره للمساحات بشكلٍ أمثل.
كما أن توفر وموثوقية خدمات تبريد المناطق يحسن من تجربة المستخدم، إذ تتم مراقبة الأنظمة عن قرب وبشكل مستمر.
ويعد التبريد من أهم التحديات التي تواجهها الدول في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتجاوز درجات الحرارة في الصيف في أغلب الأوقات 50 درجة مئوية.
لذلك يمثل التبريد 70٪ من إجمالي استهلاك الطاقة في المملكة العربية السعودية، ونسعى بدورنا إلى دعم مساعي المملكة في تحقيق كفاءة الطاقة والوصول إلى اقتصاد حيادي الكربون، لذلك تتنامى أهمية توظيف تبريد المناطق لتحقيق تلك الأهداف.
ونسعى في تبريد السعودية إلى تطوير حلول تبريد المناطق التي تُحسن من استهلاك الطاقة في المباني والصناعات المختلفة، في سبيل تحويل المدن والمناطق إلى مساحات ذكية وخضراء وصديقة للبيئة. فمن خلال ترسيخ أهمية تبريد المناطق كأحد الحلول الفعالة والمستدامةٍ لترشيد استهلاك الطاقة، نعمل على تسريع تحول المملكة نحو اقتصاد حيادي الكربون.
وقد ساهم تطبيقنا لتقنيات تبريد المناطق في تقليص استهلاك الطاقة وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير في المملكة، حيث يتم توفير 849,000 ميغا واط من الاستهلاك السنوي، بالإضافة إلى خفض انبعاث الغازات الدفيئة عبر تقليل إطلاق 2,83,990 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
ومن خلال امتلاك وتشغيل أضخم محفظة لتبريد المناطق في المملكة، نسعى دومًا إلى تطوير خدماتنا والتوسع في تقديمها لتصل إلى كافة المناطق. وذلك من خلال السعي إلى تعزيز شراكاتنا مع القطاعين الحكومي والخاص ومطوري القطاع العقاري تحقيقًا لرؤية المملكة 2030 الطموحة لتنمية التطوير العقاري خلال العقود القادمة، حيث تساهم هذه الشراكات في توسيع نطاق منافع تبريد المناطق على الأصعدة التقنية والبيئية وتحقيق الاستدامة على مستوى البلاد.