تقنيات تبريد المناطق: مستقبل قطاع التبريد في الشرق الأوسط والعالم
تشهد المملكة العربية السعودية تحولات اجتماعية واقتصادية متسارعةً ونموًا غير مسبوقًا ضمن رؤيتها الطموحة لعام 2030.
وفي ظل التقدم الذي أُحرز، تزايد الطلب على خدمات التبريد بشكل واسع. فالتبريد هو أحد أكبر التحديات التي تواجهها دول منطقة الشرق الأوسط، حيث تتجاوز درجات الحرارة في الصيف 50 درجة مئوية في أحيان كثيرة. وتبلغ حصة التبريد 70٪ من إجمالي استهلاك الكهرباء في السعودية، وبينما تسعى المملكة جاهدة لتحقيق اقتصاد محايد للكربون وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، تتعاظم أهمية تقنية تبريد المناطق لتحقيق تلك الأهداف. ففضلاً عن خفض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 50٪ مقارنةً بتكييف الهواء التقليدي، تساهم تقنية تبريد المناطق في الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة عبر الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل فعال، مما يجعلها حلاً فعالًا ومستدامًا لتحسين الطاقة على مستوى المملكة والمنطقة بأسرها. يُعد تبريد المناطق أحد أفضل الحلول لكل من القطاعين الحكومي والخاص، إذ تُلبي هذه التقنية المتطورة الطلب على التبريد بشكل كلي كما تساهم في الحفاظ على الطاقة والبيئة في الوقت نفسه. ويُضيف تبريد المناطق قيمة هائلة من حيث تحسينه لاستخدام المساحة، والحد من التلوث الضوضائي، وتقليل استخدام المُبردات، والأهم من ذلك، المساهمة في خفض تكلفة التبريد بشكل كبير. في شركة تبريد السعودية، نقوم بتطوير حلول تبريد هندسية لتحسين أداء وكفاءة الطاقة للمباني والصناعات، وذلك من أجل تحويل المدن والأقاليم إلى مساحات ذكية وخضراء وأكثر نظافة، وبالتالي تسريع التحول إلى اقتصاد محايد للكربون. وانطلاقًا من استراتيجيتنا للنمو مع احتياجات المملكة ومتطلباتها، فإننا نعمل مع الجهات الحكومية للمساهمة في تلبية متطلبات الطاقة الجديدة في المملكة بكفاءةٍ مستدامةٍ. وعبر توفير أحدث أنظمة التبريد والتكييف الصديقة للبيئة، فإننا ندعم التحول في التطوير العمراني المبتكر مع تقليل انبعاثات الكربون، وتحسين استهلاك الطاقة، والحفاظ على البيئة وفقًا لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ورؤية المملكة 2030، إلى جانب رؤية اقتصاد الحياد الصفري المناخي 2060. وقد مكننا استخدام تقنية تبريد المناطق من خفض استهلاك الطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المملكة بشكل كبير، مما وفر 849,000 ميجاواط في الساعة من استهلاك الطاقة سنويًا، بالإضافة إلى خفض 239,990 طن من نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة، وهو ما يُعادل انبعاثات عوادم 114,330 سيارة سنويًا. كذلك نتوقع أن يتطور قطاع تبريد المناطق لتغطية جميع مدن المملكة، وذلك بعد اقتناع الجهات الحكومية والمطورين العقاريين على حد سواء بفوائد تقنية تبريد المناطق في مجالات التكنولوجيا والبيئة والاستدامة، وتنامي حرصهم على تضمينها في خططهم المستقبلية. فبعد تطوير عدد من مخططات تبريد المناطق في جميع أنحاء المدن الكبرى في المملكة، بما في ذلك الرياض والظهران ومكة المكرمة، أصبحنا نمتلك حاليًا 5 عقود امتياز نشطة والعديد من عقود الإيجار والتشغيل والصيانة، والتي تشمل امتيازات لثلاثة من مشاريع السعودية العملاقة، وهم: مشروع تطوير البحر الأحمر، مشروع حديقة الملك سلمان ومشروع القدية. وعبر امتلاكنا وتشغيلنا أكبر محفظة لتبريد المناطق في المملكة، باتت محفظتنا الحالية تضم عقود تبريد بطاقة 826,000 طن تبريد يوميًا، ونسعى لأن تبلغ السعة الإجمالية لتلك العقود أكثر من 1 مليون طن يوميًا من تشغيل محطات التبريد وتوفير إمدادات المياه المُبردة على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة. نُوظف التكنولوجيا باستمرار لتحسين تصميم مصانعنا ومنهجياتنا التشغيلية للارتقاء بكفاءاتنا عبر تقليل اعتمادنا على المركبات الكيميائية، واستهلاك المياه والطاقة، بالإضافة إلى تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. ومن خلال محفظة أعمالنا الكبيرة والمتنامية باستمرار لتبريد المناطق، نلتزم بالحفاظ على بصمتنا الرائدة في مجال تبريد المناطق في السعودية عبر مواكبة التطورات التكنولوجية بشكل مستمر، وتبني تقنيات أكثر مراعاةً للبيئة في قطاع التبريد المحلي، من أجل تحقيق المزيد من الكفاءة في استخدام الطاقة والحد من الأثر البيئي للمملكة.
|