زيادة الرأس المال البشري - أهمية تنمية المواهب المحلية

تتعاظم أهمية التوطين لتحقيق التحول الاجتماعي والاقتصادي للمملكة مع التوجهات نحو اقتصادٍ مكتفٍ ذاتياً وقائم على المعرفة انطلاقًا من رؤية المملكة 2030

زيادة الرأس المال البشري - أهمية تنمية المواهب المحلية
Theme
24   Mar  2022

وتشهد الصناعة المحلية السعودية تطورًا غير مسبوق، فمع التركيز على توطين القيمة، شهدنا طفرة نوعية في توطين المحتوى عبر سلاسل القيمة للشركات، فقد أدت المبادرات المُحفزة لتوطين المحتوى مثل "اكتفاء" و"نُساند" دورًا رئيسيًا في حشد الامتثال الإيجابي من قبل الشركات، مما أدى إلى تطوير نظام بيئي للأعمال يتسم بالاكتفاء الذاتي مع سلسلة توريد متواصلة.

كما يشهد قطاع التعليم في المملكة ازدهارًا غير مسبوق في ظل رؤية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، حيث أدت الاستثمارات الكبرى في التعليم العالي إلى زيادة كبيرة في عدد الجامعات وتسجيل الطلاب في المملكة. ومع تخرج المزيد من المواطنين السعوديين، بات من الضروري اعطاء  المزيد والمزيد من المسؤوليات للمواهب المحلية.

لذلك يقع عبء التعرف على المواهب المحلية وصقلها وتزويدها بفرص العمل المناسبة على عاتق الشركات في المملكة، وذلك من أجل تحقيق التوازن في مقياس التوظيف لصالح الشباب السعودي فضلاً عن زيادة التوطين  بشكل كبير والمساهمة في إبقاء الثروة الوطنية وتنميتها داخل المملكة.

 

فمن شأن زيادة مشاركة الشباب السعودي المحلي المساعدة في تدارك التسرب الاقتصادي الكبير للحوالات المالية. إذ تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية في التحويلات المالية في العالم، بعد الولايات المتحدة. وقد بلغ متوسط قيمة التحويلات المالية 27487.92 مليون ريال سعودي من عام 2006 حتى عام 2021. ففي الربع الأول من عام 2021، تم تحويل 34,801 مليون ريال سعودي ضمن حوالات دخل الوافدين للمملكة.

 

إن الحد من هذا التدفق المستمر للثروة السعودية من شأنه منح زخم كبير لبرنامج التحول الوطني الهادف إلى تطوير البنية التحتية اللازمة لتعزيز التنمية الاجتماعية وزيادة جاذبية سوق العمل وخلق البيئة المناسبة التي تمكن القطاعين العام والخاص من تحقيق رؤية المملكة 2030.

فتعمل شركة "تبريد السعودية" على تمكين القوى العاملة الوطنية في المملكة. وتقوم استراتيجياتنا للتوظيف على برامجنا للتدريب والتطوير الساعية إلى استقطاب المرشحين السعوديين من ذوي الكفاءة والحفاظ عليهم، فضلاً عن تقديم ثقافة إيجابية في بيئة العمل، إلى جانب منحهم المهارات والخبرات التي يحتاجونها للتطوّر والنجاح في حياتهم المهنية.

وقد بادرنا بإطلاق عددٍ من المبادرات والبرامج الشبابية المُصممة لتوفير الفرص لمساعدة الشباب السعودي على تحقيق إمكاناتهم الكاملة وإفادة المجتمع المحلي ككل. حيث توظف "تبريد السعودية" السعوديين من خريجي وخريجات الجامعات في برامجها الخلاقة، وذلك لمنحهم الخبرة العملية التي تمكنهم من بدء مسيرتهم المهنية بنجاح في قطاع تبريد المناطق.

 

كذلك نساهم في دعم الخريجين السعوديين الجدد الملتحقين بدبلوم تقني مدته عامين، في المعهد العالي لتقنيات المياه والكهرباء (HIWPT) في رابغ، لتدريب المرشحين على تكييف الهواء، وتشغيل وصيانة محطات تبريد المناطق. وبعد الانتهاء من التدريب ومنحهم الشهادات، يتم توظيف المرشحين المعتمدين من قبل شركة "تبريد السعودية" وتعيينهم في أهم محطات تبريد المناطق.

ولأن التعلم النشط يشكل جوهر مبادرة "تبريد السعودية" لتطوير كوادرها العاملة، تم تنفيذ عدد من البرامج الداخلية للتدريب والتطوير والمُصممة لتعزيز مهارات الموظفين وضمان استعدادهم وجاهزيتهم للحصول على الترقيات، إذ يسعى برنامج قادة المستقبل لدينا على تطوير المعرفة والقدرات الشخصية ضمن الوظائف المُتخصصة، فضلاً عن دعم المؤهلات التقنية والمهنية لموظفي الشركة لتأدية وظائفهم المحددة على أكمل وجه.

فإلى جانب تشجيع اكتساب المهارات بين المواطنين السعوديين، تمتثل "تبريد السعودية" لقرارات السعودّة في عملية التوظيف، حيث توظف المرشحين المؤهلين الذين يتناسبون مع أهداف الشركة وثقافتها ويحققون قيمة طويلة الأجل. ويدعم شركاؤنا المساهمون الرئيسيون في الشركة السعوّدة بشكل كامل في إطار رؤية المملكة 2030، كما يلتزمون بالاستثمار في الكوادر الوطنية بالمملكة على المدى الطويل عبر تطوير الأساليب والمنهجيات العملية لمضاعفة أعداد المؤهلين من الشباب السعودي في المستقبل.

يُشكل الشباب أحد مجالات التركيز الرئيسية لمسؤوليتنا الاجتماعية للشركات، ونؤمن أنه من خلال تمكين شبابنا، فإننا نبني مستقبلاً مزدهراً ومستداماً لأمتنا.